مجدي عيسي يكتب | معادلة العدالة وعشوائية القتل.
أنت تقتل الجندى والضابط لمجرد كونه كذلك صارفا" النظر عن إنتمائه الديني أو السياسي أو الجهوى .. حسنا" من حقنا أيضا" أن نقتلك لمجرد رفعك أشارة رابعه أو أنتمائك للجماعة الأرهابية أو لأية جماعه سلفيه وهابيه تكفيريه أخري .
الفارق الوحيد هنا هو أننا سنقتلك لأنك من بدأت بالأرهاب والقتل ورفع السلاح في مواجهة الدولة أو بمعني أدق أنت من حددت ميدان المعركة ونوع السلاح المستخدم وأستبدلت العمل السياسي بصوره المختلفة التي تبلغ ذروتها بالعصيان المدني العام والخروج بالملايين الي الشوارع الميادين [ كما حدث في ثورة 25 يناير عندما تم اجبار مبارك علي التخلي عن السلطه ،وفي 30 يونيو عندما تحركت الجماهير وخلعت محمد مرسي ] بالعمل المسلح الذي بدأ بالأعتصام المسلح في رابعة العدويه والنهضة ولن تكون نهايته هذه العملية الأرهابية التي تمت بالأمس في العريش.
بالضبط كما فعلت من قبل في الخمسينات والستينات بمحاولتك أغتيال الزعيم جمال عبدالناصر ومحاولات تفجير الكبارى ومحطات الكهرباء والسدود والقناطر الخيريه ، وكما فعلت بأغتيال النقراشي والخازندار وحرق دور السينما والملاهي والمحلات في القاهره قبل ثورة 23 يوليو .
وكما فعلت في حماه في الثمانينات بأغتيال طلبة الكلية الحربية في دمشق ،وكما تفعل الآن في مدن وصحارى ليبيا ... تاريخك كله أرهاب وقتل وخروج مسلح ضد الدولة التي قد لاتكون عادله..لكنها ليست قاتله،بدليل ..في كل الحالات التي ذكرتها - علي سبيل المثال فقط - عندما كنتم تمارسون العمل السياسي بشكله السلمي كنتم تعيشون في سلام وقد يطالكم الظلم بتزوير الانتخابات أو الأعتقال مثلك في هذا مثل كافة القوى السياسية الأخري ، لكنك لم تًقٌتل ولم تُذَبح ولم يَدمر منزلك. عندما تقوم بنقل المعركة من ساحة السياسي الي ساحة القتل والذبح والتخريب والتدمير فلا تبكي عندما تقتل أو تذبح أو يمحي أصلك ويهلك نسلك . لن نستبدل الدولة الظالمة التي يرتدى فيها الظالم ثيابا" كاكية وعليها نجوم أو نسور بالدولة القاتلة التي يلبس فيها القاتل ثيابا" أفغانيه أو باكستانيه ويهلل ويكبر عندما يمارس القتل والذبح وتخريب الممتلكات والقاء المخالفين من فوق البنايات الحكومية والعمارات السكنية كما شاهدنا أفعالكم في مصر وسورية وليبيا واليمن وكل مكان وطأته أقدامك . كل من يدافع عنك وعن حقوقك قاتل مثلك.. مجرم مثلك ..أرهابي مثلك ، أو علي الأقل مخرف وليس مخرب مثلك. كلنا مارسنا العمل السياسي المعارض للنظم الحاكمة الظالمة وتعرضنا للحبس والأضطهاد والأعتقال ، لكننا أبدا" لم نحمل السلاح ضد الدولة ولم نقتل جندى أو ضابط وسعينا الي بناء الدولة العادلة بالطرق السياسية حتي وصلنا الي اليوم الذي خرجنا فيه مع الجماهير في الشوارع بشكل سلمي ضد هذه الأنظمو الفاشلة الظالمه ..وقتها كنتم تساومون النظم علي مصالحكم الخاصه وحاولتم مصادرة ثورة الجماهير لمصلحة جماعتكم الأرهابية وحاولتم الأستيلاء علي الدولة ووراثة النظم الظالمه بنفس أساليبها فقط تغيرت العناوين وكنتم تبدأون أعمالكم بأسم الله وتنتهون من القتل والذبح مهللين مكبرين . أنتم لاتنتمون لهذا الوطن ولهذه الأمة فلا تستدروا تعاطف مواطنينا بالبكاء عندما تتعرض حياتكم للخطر أو يمارس ضدكم أبشع أنواع القتل ، فأنتم لم ترحموا الجندى الفقير الجاهل ولا الضابط الذي يقف هناك علي الحدود مرابطا" مدافعا"عن أمن هذا الوطن وترابه ..ولا حتي المواطن الذي لايشارككم آرائكم وأفكاركم التكفيرية . رسالة الي الجندى والضابط في سوريه وليبيا واليمن ومصر وعلي أمتداد وطننا العربي الكبير .. معركتنا ضد الأرهاب واحده .. عدونا واحد ، من يقف خلف هذا العدو هو عدونا التاريخي (الاستعمار والصهيونيه) .. أطلق رصاصك لاترحم فعدوك في الساحة يقتل ويخرب ويهلل ويكبر أطلق رصاصاتك لاتترد ..لكن حدد هدفك بدقة ، نحن جميعا" معك ومن خلفك ،لاتشغل بالك بما يحدث بيننا من خلافات ، نحن نختلف في الوطن .
لكننا لن نختلف عليه أبدا" . من يحمل السلاح في وجه دولتنا لايستحق رحمتنا أو حتي نعاطفنا ، النار بالنار والدم بالدم .. وكما حارب الخليفة أبوبكر الصديق الممتنعين عن الأنصياع للدولة وكما حاربهم الفاروق عمر بن الخطاب ، وكما فعل الامام علي بن أبي طالب .. يجب أن يفعل كل مشئول عربي ، هذه معركة أمه ضد أعدائها ولامجال فيها للمواقف المتردده ، التردد تخاذل ، والتخاذل خيانه. هذه هي المعادله .. وهذا هو العدل إذا تخاذلت الدولة في مواجهتكم يجب عزل من يتخاذل أو يتهاون فورا" ابتداءا" من الجندى ووصولا" الي رئيس الجمهورية نفسه .




مواضيع ذات صلة